الجزء الخامس

ماما ماتت بسبب حجود اخوايا ومراته 

دايما النعمه الانسان مش بيحس بيها الا بعد زوالها ... فى حياتنا نعم كتير  ... ولو هانتكلم عن اكبر نعمة فى حياة كل انسان مش هايكون اكتر من الأم .

اسمى ( رحاب ) انا متزوجه وليا اخ اسمه ( خالد ) متزوج .... قبل ما اخوايا يتجوز كنت  بروح عند ماما اخدمهم هى واخوايا واعمل كل حاجه كنت بروح كل يوم وبصراحه زوجى عمره ما رفض مساعدتى لهم ابدا .

بعد ما اخوايا اتجوز فى الدور الثانى فوق شقه ماما ....ماما اصبحت وحيده وهى كبيره بالعمر يعنى عايزه عنايه كبيره

... حاولت اجيب خدامه علشانها لاكن كنت بخاف من الفيرس ..  والسرقه او حد يعمل فيها حاجه .. كنت برجع من شغلى اعمل لها كل اللى هى عايزه وبعدين اروح بيتى .

 مع المسؤاليه والشغل كنت برجع متااخره واتصل على اخوايا ااكد عليه انه يهتم بماما .

كان خالد  يقولى بنرفزه :::  اعملها ايه يعنى انا بعمل اللى اقدر عليه وبعدين انا راجل وما ينفعش اطبخ ولا اغسل لها ..وتعالى اخدميها .

  مرت الايام وزوجى اصبح يرفض اروح كل يوم لماما وقالى ان طالما اخواكى اتجوز يبقى مراته تساعد فى البيت وانك هاتروحى يوم واحد بس .

اتصلت على اخوايا ااقوله كدا طبعا رفض وقالى مراتى مالهاش دعوه باامى وانتى عايزه تخدميها تعالى زى ما كنتى بتيجى .

قولت له ان الشغل والبيت واخد كل وقتى وزوجى رفض ... كان رد اخوايا ان مراته اشترطت قبل الجواز انها مالهاش علاقه باامك وكتر خيرها انها هاتعمل لها الاكل مره واحده فى اليوم وانا هانزلهولها 

انا اتصدمت فى اخوايا ... فكرت اكلم مرات اخوايا يمكن قلبها يحن ..

. لكن كان ردها عليا قالت  : بقولك ايه انا مش ملزمه باأمك واعرفى انك انتى واخوكى الاولى بخدمتها اما انا لاء .... قفلت التليفون ... وانا عيطت من الحزن على ماما .

للاسف مرات اخوايا .... راحت  اشتكت لاخوايا بالكذب انى شتمتها وحكمت عليها تخدم ماما وانها لو ماعملتش اللى بقولها عليه يبقى  لازم تروح لبيت اهلها وفضلت تعيط بدموع التماسيح...

اخويا اتصل عليا وبهدلنى وقالى  قولت لكى تعالى انتى اخدميها واحذرى انك تكلمى مراتى مره تانيه ....

قولت لخالد خدها عندك فوق على الاقل علشان ياخد باله منها اخوايا فقل فى وشى التليفون  وكمان جالى البيت  ..


واضارب معايا قدام زوجى وقالى انى ما ادخلش بحياته وانى مش ملزم بخدمة امك وانتى اللى ملزمه بخدمتها ..

 بعد ما مشى زوجى هو كمان استلمنى وطلب انى ما ادخلش فى حياة حد منهم وانى اكتفى باليوم اللى اروح فيه لماما .

وحذرنى انى اعمل مشاكل مع خالد ومراته .

حزنت على ماما ان يكون دا جزائها مننا حاولت ادور على اى خدامه ... لاكن بسبب الفيرس المنتشر خفت على ماما جدا .

فضلت اتحايل على زوجى اروح لها طبعا رفض .... اتصلت على اخوايا وطلبت منه انى اعتذر لزوجته ويعلم الله انى ما غلطش فيها بي على الاقل ينزل يطمن عليها مره واحده وهى نايمه بليل .... قالى بنرفزة  : انا  برجع تعبان وبتطمن عليها مره  قبل ما اطلع .

قلبى كان وجعنى على ماما انها كبيره بالعمر ومش بتعرف تخدم نفسها .... كنت بروح من ورا زوجى اخدمها واشوف طلباتها ... كنت برجع تعبانه من الشغل جدا .

مرات اخوايا عمرها ما عملت لها شىء بحجه انها مش ملزمه ... طلبت من زوجى انى اروح اشوف طلباتها لانها مالهاش حد غيرى كان بردو مصر على الرفض ...

 اطريت انى اخد قرار حاسم انى اطلق واروح اعيش تحت رجليها الام ما تتعوضش ابدا ..

. روحت عند ماما كانت مستغربه طول الوقت  انى عندها ومش بروح بيتى ...

 ولما سألتنى ...قولت لها انى هنا لخدمتها وان الدنيا كلها فداها .

زوجى راح لاخوايا شغله واشتكاله منى  وانى موجوده عند ماما وانى مقصره معاه فى البيت ..

. طيب اعمل ايه ماما ست كبيره واخوايا ومراته مش راضين يعملولها حاجه .

جه اخوايا من الشغل متعصب وقالى بصوت عالى ليه مش بتروحى بيتك زوجك اشتكالى منك 

قولت له ان ماما اهم ومش هاسيبها مهما حصل وانت ومراتك محدش فيكم بيعمل لها حاجه مع ان دا ثواب قبل ما يكون واجب عليك .

.. اتعصب وقالى ان مراته مش ملزمه بيها وانه مش هايدخل خدمه او حد غريب البيت خوافا من السرقه او الفيرس ..

لاقيت مراته بتقول  بمكر ايه رأيك ياخالد نحجز لها فى دار المسنين  ...

اخوايا سكت وماردش فكرته هاياخد حق ماما منها على اللى قالته لاكن خالد طلع التليفون وفى ااقل من دقيقه كان حاجز لها فى دار المسنين .

اخوايا قالى بكل برود انا خلاص اتفقت مع دار للمسنين ودفعت مقدم هاودى ماما هناك ..

..انا قولت له مستحيل دا يحصل وانا موجوده ولحد اخر يوم بعمرى هاخدمها حتى لو كان دا هايكون السبب فى طلاقى .

... لاكن للاسف ماما كانت سامعه كل كلمه وبتبكى لوحدها دخلت على ماما اهديها واطمنها انها مش هاتروح لاى مكان مهما حصل وانى هاكون تحت رجليها لاخر يوم بعمرى ....

لاقيت اخويا بيقولى بكل جحود  يلا العربيه مستنيه علشان تاخدها الدار وانتى ارجعى بيتك ...قولت له ماما مش هاتتحرك من البيت مهما عملت ... وقتها اتنرفز وقالى يبقى ما تطلبيش منى خدمتها انتى ملزمه بيها .

ماما تعبت  جدا ورفضت الاكل والشرب .... لاكن داعتيلى وبعدها .....مكملتش يوم وكانت ارتاحت من الدنيا كلها وماتت ..... حسيت ان قلبى كله راح معاه ..

. اتصلت على خالد وقولت له ارتاح ياخوايا ماما راحت عند اللى احن عليها منك واعرف انك كنت عاق ومش حنين عليها الايام بتدور وكل واحد هايشوف نتيجه اعماله ....

اخوايا وصل البيت وفضل يبكى ويقولها  انا اسف قومى ياماما وانا هاكون تحت رجليكى وهاخدمك ... خالد اخوايا ندم بس بعد فوات الاوان

 وتعبت من الحزن عليها  زوجى اخدنى البيت ورجعت لبيتى وحياتى .

... مرت الايام وكل واحد فينا كبر وبقا عنده اولاده ...

سبحان الله اخوايا ومراته شاف نتيجه اعماله باللى عمله هو ومراته مع ماما ....

ابن خالد جهزله مكان فى دار المسنين هو امه بحجه اعماله بردو ... خالد لما زرته فى الدار قالى انه مش زعلان من اللى ابنه عمله فيه لانى كنت مستنى اليوم دا كنت عارف انه جاى بسبب جحودى على ماما .... وبكى مش شده الحزن عليها وكل يوم كان بيحاول يكفر عن اللى عمله مع ماما

.. وانا الحمد لله ربنا رزقنى باولاد حنينين عليا وبارين بيا ... انا عايشه بدعواتها وببركتها على بيتى وعيلتى ....

لكى وحدك ياأمى اقول ان الحياة بدونك مؤلمة .

امى .. ماكنت لابخل عليكى ياأمى  بعمرى ... لو العمر يهدى .
لو كان بيدى ان اكون لك شيئا ... كنت لكى قلبا ياأمى ... لا يتوقف نبضه ....
                   احبك ياامى