القائمة الرئيسية

الصفحات

                       ** الجزء الرابع ** 

                    ** امرأه مجنونه **



تخصيص


فى صباح إحدى ايام الدراسه أعلنت اداره المدرسه عن المسابقه وعلى كل من يشعر أنه موهوب بمجال معين عليه التقدم فى الاشتراك في المسابقه .

لم أتقدم إلى المسابقه ولاكن وجدت أسمى ممن تقدموا إلى المسابقه ... لقد كتب وليد أسمى بها .... يريد الفوز كالسابق 
تذكرت ما قالته لى اختى أن اشترك وارسم اى شىء حتى لا يفوز .

قولت لوليد حسنا ساشترك .... قال : أريدك أن تذهبى وترسمى اى شىء خاص بالطبيعة فاانتى فلاحه وتعلمين أماكن فى بلدكم يمكن رسمها .... أريدها على غدا  هيا انصرفى .. قالها بغضب .

رسمت رسمتى باستهتار  ولم  اهتم  ... وقمت باتقديمها. 
أتذكر ملامحه المزعجه عندما رأى الرسمه كانت مضحكه من كثرة الاستياء  .

قال لى انت من رسمها ... قلت له نعم .... قال وليد أنها بشعة ولا تستحق التقديم في المساابقه ... قولت اعفنى عن هذا العمل وابحث عن تلميذ آخر للمسابقة ...فأنا كما قولت لى من سابق لست موهوبة بالرسم .. وأنا لا أحب أن اضع معلمى فى موقف محرج .

قولت له هذا الكلام بتحدى .... قال حسنا اذهبى من امامى .

تمت المسابقه ولم يفوز أحد بها .... لاكن هناك فرحه أخرى أن وليد سوف يغادر المدرسه لقد أعلنت المديره عن ذلك فى طابور الصباح .... ياله من خبر مفرح للغايه ... والغريب فى الامر ان التلاميذ جميعها فرحانة للغايه وكأن الكل ينتظر هذه اللحظه .

من عاده طلاب اى مدرسه عند مغادرة اى معلم تحبه التلاميذ الكل يحزن ويجوز اى شىء كاتذكار  أو هديا للمعلم .
إنما وليد لم يرضى أحد أن يحضر له شىء حتى المديره اكتفت بشكره فقط .

خطرت لى فكره وكان علي الإسراع بتنفيذها  .... ذهب إلى البيت واحضرت أدوات الرسم وبدأت برسم الأستاذ وليد .

بعد وقت طويل خلصت الرسمه .... وانتظرت الصباح لتقديمها.

استيقظت مبكرا على غير عادتى وذهبت اللى المدرسه كنت اول طالبه تصل إلى المدرسه .   

انتظرت كثيرا ... فلم يحضر الأستاذ وليد مبكرا ولاكن حضر اثناء الطابور  ...فى الطابور قامت المديره  بشكره على وجوده خلال الفتره السابقه ... كنت أراه وحيدا لم يحبه التلاميذ وكذلك لم يكن محبوب من أصدقاءه الذى لم يهتم إحدى إلى أمره. 

انتهى الطابور وعند الدخول تسحبت إليه حتى أعطيه الرسمه .... وصلت إليه بصعوبة  .

 ناديت عليه ... لم يرد وكان يهرول خارج المدرسه وكان المدرسه كانت سجن يريد الرحيل منه فى اسرع وقت. 

ذهبت وراءه حتى وقف وقال لى ماذا تريدين ايتها الحمقاء ... قولت له لقد أحضرت لك هديه .... وقف متسمرا وقال لى ماذا قولتى. .. انتى احضرتى لى هديه .

قولت له نعم وأريد أن تقبلها  .... مدت يدى حتى يأخذها ..... فاخذها بتلك النظرات التى تذبحنى فكلها قتل لأى شىء يحيا .

اخذ الهديه وقام بفتها. . فإذا به ينبهر   منها ... قالى لى من رسمها انتى .... قولت له نعم .
نظر اليها مطولا وقام بوضعها فى حقيبته ....  ونظرا إلى مطولا قائلا .... انتى حقا موهوبة اعتذر عما بدر منى سابقا .
ورحل بعدها ولم أراه إلا  مره واحده عندما دخلت الجامعه .

رأيته بإحدى المقاعد فى احدى الحدائق العامة يجلس وحيدا كعادته  ينظر إلى اللا شىء .

ياله من انسان بائس اختار الوحده بطريقته المزريه فى التعامل مع الآخرين .

ذهبت إليه واطمئنيت على أحواله فهو لم يتذكرنى ولاكن وجدته ينظر إلى ورقه ما ... عندما اقترب منه فوجئت أنها رسمتى له .
تمنيت أن أفهم ما يدور بداخله لكل هذه الوحده والبأس حتى اعتذر له عن كرهى له أثناء الفتره التى قضاها معنا في المدرسه .

أسأل الله أن يريح باله وحياته .

تمت
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع