الجزء الخامس

" قصه رائعه "

                          احذر من النداهه
                                   بقلم
                            زينه  مطاوع


- أتذكر وانا صغيره إحدى هذه الحكايات التى حدثت بالفعل لأحد الجيران ، وذلك لانى نشأت وتربيت بااحدى القرى التى كانت تكثر بها مثل هذه الشائعات والخرافات عن النزاهة.

- فى احدى الأيام جاءت إلينا زوجة أحد الجيران الذى كان يدعى ( عطالله ) وكانت هذه السيده تبكى بكاء شديد يصحبه كثير من العويل وتنعى حظها ، وقصت على ولادتى  أن زوجها كان بالأمس فى الحقل ( الغيط كما يسمى )  لساعة متأخرة من الليل .
وجاء إلى بيته مسرعا يتملكه الإجهاد والتعب وحالة غريبه من الهذايان كمن اخذ لفحه شمس ، وتقول انه ظل يتفوه بكلام غريب ويقول النداهه نادهتلى وبدات ببكاء شديد .

قامت ولدتى بتهدءتها وكعادة الشعب المصرى الطيب الوقوف بجانب بعضهم البعض فى السراء والضراء .

- بعد صلاة العشاء ذهب ولدى رحمه الله عليه ...هو مجموعة من الرجال من المسجد للاطمئنان علية ؛ فاخد يحكى ما حدث له بالأمس.

قال عطاالله ::  انا كنت بسقى الزرع وفجأة وانا بشيل بعض الأعشاب التى تمنع وصول المياه إلى الأرض ، لقيت ياحاج خير اللهم اجعله خير  ( انا لسه بمد ايدى أخرج الأعشاب علشان المايه تروح للأرض ، لقيت واحده ست فى قلب الترعة بتمد ليا أيديها وبتقولى  أمسك ايدى ياعطالله مش عارفة اطلع  ، انا سمعت كدا ياحاج وخت السكة كلها جرى وانا بجرى نادهتلى كتير وفضلت تقول ياعطالله  )

جلس الجميع بعد الاطمئنان عليه وبعد ما حدث لعطالله أصبحت الشائعات والحكايات أكثر من ذى قبل  ،  والكل بدأ يحكى بطريقته المرعبة الخاصه بهم.

-- مرت الأيام  وبدأ الجميع بممارسة حياتهم الطبيعيه فمن عادتنا وقت العصارى الجلوس  على المصاطب فى الشارع
( من عاده البيوت الريفية زمان أن يبنى كل شخص مصطبه أمام بيته ) .
كانت كل أسره تجلس أمام بيتها ويتبادلون الأحاديث ويتشاركون الشاى.

- فى ذلك الوقت مرت إحدى السيدات التى تدعى ( زاهيره ) وكانت هذه السيده تسكن بقريه بالقرب من قريتنا  ، كانت هذه السيده مشهورة بتجارة وبيع القماش بين أهلى القرى وكانت لديها شهره واسعه بالقرية والكل يعرفها  ))))))

- مرت هذه السيدة من شارعنا فى ذلك اليوم فوجدت عطالله يجلس  وسط أهل الشارع  ؛  قالت له ياعطالله انا زعلانه منك  ، فكر الجميع أنها تمزح  ولاكنها أعادتها أكثر من مره باانها زعلانه منه  ؛؛؛ استغرب عطالله وسالها عن سبب زعلها

قامت بإشهاد الجميع عليه :: يرضيك ياحاج عبد الفتاح وياحاج محمود ...كنت مروحة البيت بعد فرح فى البلد ونزلت اغسل ايدى فى الترعة راحت رجلى متزحلقه ووقعت بالترعه ولما شوفت عطالله كنت بمد له ايدى وبقوله أمسك ايدى ياعطالله  مش عارفة اطلع  يقوم يجرى ويسيبنى.

    انفجر الجميع بالضحك فى أن واحد والكل يقول معلش أصله افتكرك النداهه.

ايام زمان كانت الناس تتسم بالبساطة والعفوية سواء بالكلام أو التصرفات والطيبة  الذاءده .


- تمت